الكلمة أبقى أثرا !!
فاتحة:
وللألفاظ سلطان على الإنسان
ألم يرووا لكم في السفرأن البدء يوماً كان
جلَّ جلالها الكلمة لصلاح عبدالصبور
فاتحة:
وللألفاظ سلطان على الإنسان
ألم يرووا لكم في السفرأن البدء يوماً كان
جلَّ جلالها الكلمة لصلاح عبدالصبور
هناك في الأدب الغربي مبدأ فني هو من تقاليد المسرح الكلاسيكي يحرص على
المحافظة عليه وهو إقصاء العنف والمشاهد المؤلمة وتجنب عرضها أمام النظارة
وتفضيل الوصف لها على مشاهدتها ونقل العنف بلغة معبرة وكلمة مؤثرة.
والفلسفة التي يقوم عليها هذا المبدأ هي أن الكلمة أقوى أثرا من مشاهدة العنف
الذي يدوم تأثيره سويعات ثم يزول ويُنسى بمرور الزمن ويصبح مألوفا بتكراره
هذا المبدأ يحترم عواطف المشاهدين ويريد منهم استيعاب الفكرة بعقولهم
لاإثارة عواطفهم
**
**
يذكرني هذا المبدأ بلغة خطابنا الثقافي ولغة إعلامنا في أعقاب الحوادث التي تدمينا وتوجعنا
ألاحظ أننا لم نعد ظاهرة صوتية .. بل أصبحنا ظاهرة مرئية !! حيث نكرس لغة الصورة
للتأثيرعلى النفوس وأداء الفكرة ونعول عليها للتعبير عما نود قوله بصوت عال
فعندما تمارس أمريكا جبروتها، وتفرد إسرائيل عضلاتها على المستضعفين في الأرض،
وتعيث الفئة الضالة في بلادنا فسادًا ، تنهمر وتنهال علينا
الصور الموجعة .. المبكية ..
أشلاء .. دماء.. أنقاض تحكي الموت.. أسلحة لإبادة كل مظاهر الحياة
ونحيب نساء .. وصراخ أطفال
والكلمة المعبرة تأتي ضئيلة .. خجول .. تتوكأ على عكاز ! لاتضاهي حجم الحدث
(وأقصد بالكلمة المؤثرة الخطاب الأدبي والفني المؤثر وليس التعليق على الحدث أو خطاب النخبةفقط)
الكلمة الفعل
الكلمة الحق
الكلمة الإيجابية
وليست الشعارات! والأحاديث التي مللنا منها
أريد أن نكون ظاهرة صوتية إيجابية
إن عامة الناس أصبحت هذه المشاهد مألوفة لهم لاتثيرالدهشة والتفكير العميق
بل تثير العاطفة بعض الوقت ثم تديرالأيدي الريموت كنترول لإشباع عاطفة أخرى !!
ولذا لانتعجب من تبلد إحساس الفئة الضالة التي لم يعد لها إحساس مطلقا فقد أدمنت القتل
وعشقت الدماء وباتت لها هذه المناظرالمفجعةمناظرطبيعية !
فهم حينما تاهوا في سراديب الفكر المظلم كان السلاح لتضليلهم هو
الكلمة !!
الكلمة !!
فليكن سلاحنا هو الكلمة
للكلمة سلطانها على النفوس فهي أبقى أثرًا وخلودًا في الذاكرة
بقي أن أقول إن الفلسفة الرومانسية في الأدب ترى أن المشاهدة الحسية لاتغني عن الوصف
مهما بلغ من روعة فليس من رأى كمن سمع
وأتساءل ؟!
أي من الخطابين الآن أقوى تأثيرا وأبلغ في إقناعنا وأدوم أثرا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق